قبل ما يقارب الست سنوات وبينما كانت ثلة من أوائل الثانوية العامة يعدون حقائب سفرهم ليبحروا في عالم الإبداع أطلقت وزارة العدل الأردنية برنامج قضاة المستقبل تحت شعار"طالب اليوم هو قاضي الغد" وبالفعل تخلى أولئك الطلبة وأولياؤهم بمحض إرادتهم عن طموح أقرانهم والتحقوا بهذا البرنامج بعد خضوعهم لمعايير اختيار لا يشكك أحد بنزاهتها.نجاح البرنامج:وإيذانا ببدء مرحلة ضمان أن يؤتي هذا البرنامج أكله فقد باركته رعاية ملكية سامية إيمانا من راعي الحمى الهاشمي أن في هؤلاء الشباب ما يقدموه لرفعة بلدهم.وسنت وزارة العدل سلسلة من التشريعات تضمن لهذا البرنامج أن يخرج إلي حيز الوجود ،لا بل وحشدت التأييد والدعم من قبل مؤسسات دولية عريقة،كل ذلك وقضاة المستقبل فخورون بما انخرطوا فيه .قصة الإبداع: لم تكن حماسة دراسة القانون أقل من حماستهم في نظريات الحساب حتى باتت مسائل القانون رفيقة عقولهم ، أبدعوا لدرجة أن معدلات القبول في كلية الحقوق ضاهت القبول في كليات الهندسة ، ولم يقف الأمر عند حد النظرية بل اكتسب هؤلاء الطلبة خبرات عملية بين أروقة المحاكم ومكاتب الدوائر ذات الصلة بالعمل القضائي.حانت ساعة التخرج ،فكانت النتائج بمعدلات لم يعهد لها من قبل في كليات الحقوق.بدأت المعاناة: انتظر قضاة المستقبل بفارغ الصبر تعيينهم كمساعدين قضائيين وتعين الفوج الأول منهم وما زال الفوج الآخر يتلقى وعودا قد تكون كوعد عرقوب.دولة المؤسسات والحق المكتسب:مصطلحين قانونيين أسهب قضاة المستقبل في الإجابة عنهما في كل مناسبة مؤمنين أنهما جزء لا يتجزأ منهما إلا أنهم فجعوا وفي اول لقاء أن دولة المؤسسات تتغير فيها معالم المؤسسية مع تغير شخصها فالوزارة للوزير أما الحق المكتسب فقد هدم الواقع كل نظرية تعلموها لتمييزه عن مجرد الأمل.لماذا الآن....؟؟! تعكف وزارة العدل على إقرار تعديل على نظام المعهد القضائي تنقض فيه العهد وتخالف الشروط التي قبلوا على أساسها بأن تخضعهم لمسابقة للقبول يستبعد فيها الكثير إذ أن المقاعد محدودة ، تشاطر زملاءهم الموظفين بعد نجاحها في تصوير قضاة المستقبل بأنهم أعداء رغم أن الوزارة لم تنصف حتى أبنائها وظلمت من سمتهم أبناء عودة.بقي أن نقول من يعوض قضاة المستقبل إن أصبحوا بلا مستقبل؟لا بل من يعوض الوطن عن ملايين الدنانير التي أنفقت على هذا البرنامج؟وقبل ذلك كله من يعيد الثقة في وزارة قال فيها أبناؤها إبان اعتصامهم لا عدل في العدل وعن الحق لا عدول




http://aldarbnews.com/