المدينة نيوز - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة دعم برنامج قضاة المستقبل الذي يستهدف رفد الجهاز القضائي بكفاءات بشرية مؤهلة تشرف وزارة العدل على تأهيلها الأكاديمي بعد إنهاء الدراسة الثانوية العامة وعبر الدراسة الجامعية بحيث يتم اختيارها وفق معايير شفافة تعتمد الكفاءة والتنافسية.

ولفت جلالته خلال استقباله الخميس عددا من الطلبة المشاركين في البرنامج إلى أهمية البرنامج في تطوير القضاء، لأن القاضي المؤهل يشكل العامل الأساس في تحسين أداء الجهاز القضائي وزيادة فاعليته، مؤكدا أن تطوير أداء القضاء واستكمال برنامج الإصلاح يمثلان أولوية تحظى بدعم مطلق من جلالته الذي يتوقع خطوات عملية ومبرمجة لانجازه.

وعرض وزير العدل أيمن عودة خلال اللقاء المراحل التي قطعها البرنامج ، وقال انه تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك تم وضع عدة خطط وبرامج لتطوير السلطة القضائية والعمل القضائي بشكل عام، ولكي تحقق هذه البرامج أهدافها المنشودة لا بد أن تقترن بالخطط اللازمة لرفد الجهاز القضائي بالقضاة المؤهلين والمتميزين.

الذي حضره رئيس الوزراء بالوكالة نايف القاضي ورئيس المجلس القضائي إسماعيل العمري ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي وأمين عام وزارة العدل محمد الغزو.


وبين عودة أن برنامج قضاة المستقبل ، الذي تتبناه وزارة العدل ، يتكون من عدة مسارات ، إذ يركز المسار الأول على استقطاب خريجي كليات الحقوق بالجامعات الأردنية الرسمية لغايات إبتعاثهم لدراسة الماجستير في القانون بالجامعات الأجنبية العريقة وبالمعهد القضائي الأردني، وقد تمكن12 من هؤلاء الطلبة من الحصول على قبول لدراسة الماجستير في بريطانيا وتم ابتعاثهم وهم حاليا على مقاعد الدراسة.
كما يتضمن المسار الثاني استقطاب اوائل طلبة كليات الحقوق بالجامعات الأردنية الرسمية لإبتعاثهم لاستكمال شهادتهم الجامعية "البكالوريوس" في القانون حيث تم استقطاب24 طالبا وطالبة.

وفيما يخص المسار الثالث لفت إلى انه يركز على الطلبة الأوائل والمتفوقين في امتحان الشهادة الثانوية العامة لحثهم وتشجيعهم على دراسة الحقوق ضمن برنامج قضاة المستقبل، وقد تم العام الماضي استقطاب51 طالبا وطالبة من المتفوقين في امتحان الشهادة الثانوية، حيث يدرسون حاليا الحقوق في الجامعة الأردنية كمجموعة متميزة، ويتم توفير برامج منهحية ولا منهجية لهم بما في ذلك توفير الدورات اللازمة لتعلم اللغتين الانجليزية والفرنسية، وسيتم إيفادهم للالتحاق بجامعات عريقة خارج المملكة لدراسة الماجستير.

وتحدث خلال اللقاء عدد من الطلبة المشاركين في البرنامج عن تجربتهم وكيفية التحاقهم بالبرنامج الذي يوفر لهم فرص دراسة الحقوق في الجامعات الأردنية ومتابعة الدراسات العليا في هذا المجال في الخارج.

وتطرقت الطالبة رلى الرشدان - سنة رابعة حقوق في الجامعة الأردنية عن تجربتها في برنامج قضاة المستقبل والبرامج التدريبية التي تتلقاها وبخاصة برامج اللغة الانجليزية والفرنسية وبرامج التدريب والزيارات العملية، ما يعزز من ثقافة الطلبة القانونية، معتبرة ان البرنامج مهم للغاية في تطوير القدرات وتأهيل قضاة المستقبل.

وبينت الطالبة آية الطراونة- سنة اولى حقوق في الجامعة الأردنية أن البرنامج متميز على مستوى المملكة وينمي قدرات الشباب الأردني في مجال القضاء ويمكنهم من أن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة والتميز وصقل خبراتهم، مشيرة إلى ان اغلب المتقدمين للالتحاق بالبرنامج هم من الفرع العلمي الحاصلين على علامات عالية في امتحانات الثانوية العامة.

وأوضح مصطفى فريحات احد الطلبة الذين تم اختيارهم ضمن البرنامج لدراسة الماجستير في إحدى الجامعات الأميركية أن البرنامج يوفر فرصة كبيرة لتنمية وتعزيز قدرات وكفاءة الملتحقين به وسيسهم في أن يكون القضاء الأردني متميزا، منوها إلى أهمية البرنامج في الاستفادة من خبرات الدول الأخرى في هذا المجال وفي تطوير قدرات القضاة في اللغات الأجنبية بما يمكنهم من التعامل مع مختلف القضايا خاصة ذات الطابع الدولي.




وعلى صعيد متصل، تفقد جلالة الملك عبدالله الثاني الخميس مشروع المحمدية لزراعة الأعلاف الذي ينفذه الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية شمال معان الذي يستهدف دعم مربي الماشية في المملكة.

وأوعز جلالته بضرورة التوسع بمثل هذه المشروعات المندرجة ضمن البرنامج الوطني لزراعة الأعلاف والإسراع بتنفيذ مراحله الأخرى.

ويؤمن مشروع المحمدية الممتد على ارض مساحتها50 الف دونم، في مرحلته الأولى البالغة خمسة الآف دونم احتياجات المملكة السنوية من بذور الشعير المقدرة بـ2000 طن، فيما يبلغ استهلاك الأردن السنوي من الأعلاف نحو4ر2 مليون طن يتم استيراد80 بالمئة من الخارج.

واستمع جلالته خلال جولة ميدانية شملت مختلف مكونات المشروع الى شرح قدمته الشريفة زين بنت ناصر عضو مجلس امناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية عن الأهداف والتطلعات التي يسعى الصندوق الى تحقيقها، قائلة أن "البوادر الأولية تبشر بالخير، وان المشروع يتضمن زراعة55 الف شجرة زيتون والف نخلة، والعمل يجري حاليا لتنويع الزراعات لتشمل محاصيل الذرة العلفية والبرسيم لإنتاج مادة "السيلاج" وهي أعلاف خضراء تعالج بطريقة التخمير اللاهوائي لزيادة قيمتها الغذائية ".

وبينت إن المشروع الذي يعتمد على المياه الجوفية ساهم بتوفير30 فرصة عمل لأبناء المنطقة، وتتضمن مرحلته الأولى10 محاور لزراعة الشعير وسيتم زراعة خمسة محاور للذرة العلفية والبرسيم، مثلما سيتم تجريب بعض المحاصيل للتحقق من جدوى زراعتها في المنطقة.

وقالت " ان الصندوق يعمل على إقامة مشروعات مماثلة العام الحالي في مناطق شرق وجنوب المملكة، وان خططا مستقبلية ستطال مناطق أخرى العام المقبل ".

وتأسس الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية بمبادرة من جلالة الملك عقب زيارته لمناطق البادية الثلاث في منتصف عام2003 حيث تبرع جلالته آنذاك بثلاثة ملايين دينار، فيما خصصت الحكومة500 الف دينار، ويرأس مجلس امنائه العين فيصل الفايز .

ورافق جلالة الملك في الجولة رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي العين فيصل الفايز ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزيرا المياه والري رائد أبو السعود والزارعة سعيد المصري والمستشار في الديوان الملكي يوسف حسن العيسوي.

ووفقا لوزير الزراعة فان المشروع يندرج ضمن منظومة الأمن الغذائي للمملكة وهو يندرج أيضا ضمن المشروع الوطني لزراعة الأعلاف الذي أطلق العام الماضي.

وأكد أن المشروع يشكل انطلاقة للتوسع في إنتاج المحاصيل التي يستوردها الأردن بكلفة باهضة، لافتا الى أهمية أن يكون لدينا مخزون من "المحاصيل العجزية" التي تشمل بعض الحبوب والأعلاف، مشيرا الى انه يجري العمل لإعداد خطة لتنفذ مشروعات للحصاد المائي تستخدم لذات الغاية.

ووفق مدير الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردني المهندس عمر الرافعي فان المشروع الوطني لزراعة الأعلاف الذي ينفذه الصندوق بالتعاون مع المؤسسات الوطنية يتضمن ثلاثة مشروعات اخرى تعتمد انماطا زراعية حديثة.

وأشار الى ان20 الف دونم في منطقة الرويشد سيتم تطويرها العام الحالي لزراعة الشعير والأعلاف، وتنفيذ زراعات تجريبية لتحسين أنواع الأعلاف الخضراء التي يمكن الاستفادة منها في المناطق الجافة.

أما الموقع الثاني ووفقا للرافعي "مشروع الفحيلي" في منطقة الحسا والبالغة مساحته4500 دونم، فيشتمل على زراعة أشجار مثمرة تستخدم مصدات للرياح، اضافة الى زراعة الأعلاف الخضراء وانتاج السيلاج.

وسيتم إنشاء مزرعة أغنام نموذجية لرفع كفاءة الإنتاجية من الأغنام في ذات المشروع.

واشار المهندس الرافعي الى المشروع الثالث الذي سيقام في محمية صبحا على مساحة ثمانية الاف دونم، يتضمن تأهيل6 الاف دونم لتكون محمية رعوية وإدخال زراعات العشب الرعوي، فيما سيتم زراعة باقي المساحة بأعلاف من الشعير والبرسيم والذرة.




http://www.almadenahnews.com/