يتولى الاردن الاربعاء المقبل رئاسة مجلس الامن الدولي بعد اجماع دولي على انتخابه ممثلا عن المجموعة العربية واسيا، فيما كشفت معلومات عن مقايضة اردنية سعودية لتولي الاردن مقعد مجلس الامن مقابل تنازله عن مقعده في مجلس حقوق الانسان للسعودية.
الاردن كان ينافس على مقعد في مجلس حقوق الانسان التابع للجمعية العامة للامم المتحدة، وضمن الاردن مقعده بفعل نشاط الدبلوماسية الاردنية، غير ان السعودية وضعت عينها على المقعد لتستبدله بمقعدها الذي فازت به وهو في مجلس الامن الدولي، وقد بررت رفضها بمقعد مجلس الامن بسبب ضعف مؤسسة المجلس في التعامل مع القضية الفلسطينية والازمة السورية.
وتقول رواية لـ "العرب اليوم" بخصوص المقايضة الاردنية السعودية، ان قائد الدبلوماسية السعودية الامير سعود الفيصل اجرى اتصالا مع وزير الخارجية ناصر جوده في الاسبوع الاول من شهر تشرين ثاني الماضي، يطلب فيه مقايضة المقعد السعودي في مجلس الامن بالمقعد الاردني في مجلس حقوق الانسان، وهو ما بدا انه تفاهم على القبول بالصفقة، فلم يمانع الاردن على اعتبار ان المقعد في مجلس الامن يعطي الاردن مساحة اكبر في الحركة الدبلوماسية والدولية.
السعودية عندما اعلنت رفضها لمقعد مجلس الامن الدولي لم تتفاجأ الدبلوماسية الاردنية به لانه كان هناك خط اتصال بين الدبلوماسيتين للتفاهم على قبول الاردن بالتنازل عن مقعده مقابل ضمان سعودي لمقعد في مجلس حقوق الانسان.
السعودية حسب مصدر رفيع المستوى، ترى ان قدرتها على التحرك في ملف الازمة السورية قد يبدو ضعيفا، في ظل الحديث عن المتغيرات الدولية، بضرورة استبعاد خيار الحسم العسكري ضد النظام السوري، الامر الذي اغضب السعودية وجعلها تبحث عن آلية جديدة يمكنها اظهار فاعليتها بخصوص الازمة السورية.
ويرى المصدر ان الدبلوماسية السعودية عند شغلها مقعد مجلس حقوق الانسان يمكنها ان تساهم في نقل ملف الجرائم التي ترتكب في سورية الى مجلس حقوق الانسان ليتم التصويت عليه ورفعه لمجلس الامن الدولي، لضمان اتهام النظام السوري بجرائم الحرب.
وحسب دبلوماسيين غربيين عبروا عن مواقفهم ازاء القضية، عشية التصويت على مقعد مجلس حقوق الانسان ليلة 12 تشرين ثاني الماضي، اكدوا ان الأردن انسحب ليضمن للسعوديين فوزا شبه مؤكد على قائمة مجموعة آسيا بمجلس حقوق الإنسان التي تشمل دولا آسيوية وشرق أوسطية. ورغم انسحاب الأردن فقد حصل على 16 صوتا.
وجاءت الرواية الرسمية على لسان وزير الخارجية ناصر جوده، الذي اكد لـ"التلفزيون الاردني" بعد حصول الاردن على المقعد في مجلس الامن، وكشف " ان السعودية خاطبت الاردن باهتمامها بالترشح لمقعد مجلس حقوق الانسان، الذي كاد الاردن يحصل عليه، وبسبب العلاقات المتميزة بين البلدين وافقنا على الطلب السعودي".
لكن جوده نفى الربط الزمني بين تولي الاردن لمقعد مجلس حقوق الانسان وبين مقعد مجلس الامن الدولي، مشيرا إلى ان الاردن تخلى عن مقعده في مجلس حقوق الانسان لصالح الرغبة السعودية.
ويستكمل جوده قوله" بعد الطلب السعودي لتولي مقعد في مجلس حقوق الانسان، فقد تعهدت السعودية لنا بدعم ترشيحنا لاي انتخابات او التنافس على اي مقعد في هيئة الامم المتحدة".
واكد جوده ان التنسيق بين الدول الصديقة يحدث فيما يتعلق بهذه القضايا.
وكان الأردن حقق فوزا كبيرا، في جلسة التصويت في السادس من الشهر الحالي، وحاز "178 صوتا من أصل 183 دولة شـاركـت في الجلسة".
مندوب الاردن في مجلس الامن الامير زيد بن رعد قال تعليقا على مقايضة الاردن للسعودية، وصفها الامير بانها تفاهمات وليست مقايضة، وقال "هناك تفاهم بيننا وبين أشقائنا في السعودية، وعلى رأسهم جلالة خادم الحرمين الشريفين، وتم الانسحاب الأردنــي لصالح السعودية، في مجلس حقوق الانسان، وهذا أمر أعلنا عنه وهو ليس سرا".
اما بالنسبة لـ"ترشحنا لمجلس الأمن فقد جاء هذا الطرح، بعيد موضوع التنازل عن الترشح لمجلس حقوق الإنسان، ولا أدري عن أية علاقة بين الأمرين".
الملفات العربية ستشغل حيزا واهتماما ونقاشات واسعة في اروقة مجلس الامن الدولي، خاصة ملفي القضية الفلسطينية والازمة السورية، حيث اكد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد، في وقت سابق بأن التحديات كبيرة في حال فوز الأردن بعضوية مجلس الأمن الدولي وأن الملفات التي تقع على عاتقه كبيرة أبرزها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وتداعياتها على الأردن إضافة إلى ملفات عربية أخرى؛ حيث إن 20 % من عمل المجلس خلال الفترة المقبلة قضاياه عربية.



http://alarabalyawm.net/