قانون الانتخاب وقوى الشد العكسي يعوقان نضوج الحياة الحزبية في الأردن


قانون الانتخاب وقوى الشد العكسي يعوقان نضوج الحياة الحزبية في الأردن %D8%A7%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8

الخطاب الرسمي ينادي بحكومة برلمانية مُنبثقة عن حكومة حزبية وخطط الاصلاح العديدة التي يُنادي بها الاردن، الا ان الحياة الحزبية الناضجة والمتطورة ما زالت مُغيبة بجدارة.
مُعوقات عديدة تقف امام تطور الحياة الحزبية في الاردن وحسب مراقبين فان الاحزاب الاردنية لم يعد لديها القدرة على ايجاد وسائل اتصال تستطيع من خلالها ايصال برامجها الحزبية الى شرائح المجتمع، مشيرين الى ان الاحزاب ما زالت تحاول ان تصل الى قواعد شعبية جديدة ولكنها تفشل بذلك.
وتحدث مراقبون لـ"العرب اليوم" حول نقطة اخرى تتعلق بعدم ايجاد الاحزاب البيئة الحاضنة لها، التي من المفترض ان تقوم بدورها على دعم وتطوير الحياة الحزبية من ناحية القوانين الناظمة للحريات والحياة السياسية.
الامين العام السابق لحزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور قال لـ"العرب اليوم" انه لا يسمح بتطوير الحياة الحزبية في الاردن لاسباب عديدة تنقسم الى اسباب داخلية، اقليمية ودولية.
الاسباب الداخلية التي تقف عائقا امام تطور الحياة الحزبية في الاردن بوجهة نظر منصور تدور حول مسألة قوى الشد العكسي التي تهيمن وتسيطر على الاردن ولا تريد احزابا حقيقية تخرج من موقعها الى الحياة السياسية.
واضاف منصور ان قانون الانتخاب يمثل عائقا مهما امام تطور ونضوج الحياة الحزبية في الاردن، ولا يجوز ان تبقى الحكومة مُصرة على قانون "متخلف" لا يخرج تمثيلا حقيقيا للشعب الاردني.
أما اقليميا فيرى منصور ان العدو الصهيوني لا يسمح بديمقراطية حقيقية تُمثل ارادة الشعب الاردني، ودوليا الادارة الامريكية غير سعيدة بنتائج انتخابات حرة ونزيهة فاعلة لذلك فانه غير مسموح وجود حياة حزبية حقيقية في الاردن.
المسؤولية تقع على عاتق الشعب الاردني كما اشار منصور الى أن السياسة الحالية أوصلته الى ما وصل اليه من ازمة ذات ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وان يمارس دوره في اصلاح حقيقي شامل يستعيد من خلاله سلطته الحقيقية.
في الاطار ذاته اشار العين بسام حدادين إلى انه لا يمكن للحياة الحزبية في الاردن ان تتطور خارج العملية السياسية والبرلمانية، ومادام قانون الانتخاب غير صديق للاحزاب ولا يعطيها مكانة ومساحة ويجعل التنافس على اساس سياسي برامجي بدلا من ان يكون على اساس فردي قبلي فلن يكون هناك نضوج في الحياة الحزبية.
يكمل حدادين حديثه لـ"العرب اليوم" بان من يريد حياة حزبية ناضجة يجب ان يعي اهمية تطوير قانون الانتخاب، لانه البداية الاساسية والجذرية لايجاد حياة حزبية متطورة ذات برامج حقيقية وقواعد شعبية تفاعلية.
من جانب آخر اشار حدادين إلى أن هناك معوقا آخر يقف امام تطور الحياة الحزبية في الاردن وهو نظام التمويل المالي للاحزاب، فالنظام الحالي يجب دفنه حسب حدادين لانه نظام اعمى لا يميز بين الاحزاب ولا يضع لها الحوافز، فالمال يذهب هدرا، وعلى نظام تمويله القادم ان يلحظ حجم الحزب ونظامه الداخلي وبيروقراطيته الداخلية وحجم التمثيل النسائي والشبابي فيه، والاهم ثقله في الانتخابات النيابية والبلدية.
ويرى الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي اكرم الحمصي ان الاحزاب تقدم دائما دراساتها وترسلها الى الحكومة الاردنية، وبالرغم من إرسالها لتلك الدراسات المتعلقة بشؤون الاحزاب والاوضاع المحلية الا ان الحكومات المتعاقبة كافة لم تنظر لهذه الدراسات بعين الاعتبار وتبقيها داخل الدرج.
اضاف الحمصي ان الحكومات المتعاقبة تكلمت اكثر مما فعلت، فكانت تنتظر وجود حياة حزبية وتنادي بذلك دون الاهتمام بالاحزاب وبالحياة الحزبية في الاردن، خاصة وانهم لم يتخذوا اسلوب مشاورة الاحزاب والاستعانة بهم في عدة قرارات متعلقة بالاحزاب.
لقانون الانتخاب دور كبير في تطور الحياة الحزبية في الاردن حسب الحمصي ولا بد من تعديل قانون الانتخاب بطريقة عصرية متوافقة مع الاحزاب للخروج بحكومة برلمانية حزبية.
ويعتقد الحمصي ان الحل يكمن بلقاء الحكومة بالاحزاب ومعرفة آرائهم وافكارهم وادخالهم في الحياة السياسية في الاردن، وان تكون هناك ورشة عمل مع الاحزاب مع من يرغب في وجود حياة حزبية حقيقية ناضجة ومتطورة.(العرب اليوم)